افتتاح معرض التراث الوطني الفلسطيني في بيروت احياء لـ "يوم الارض" والذكرى الستين للنكبة
افتتحت جمعيتا "نساء من اجل القدس" و "القدس الثقافية" معرض "التراث الوطني الفلسطيني الاول في لبنان" في قصر "الاونيسكو", وهو المركز الثقافي الأبرز في لبنان، في سياق الفعاليات العالمية للذكرى الستين للنكبة، ووقوع فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني واحياء لـ "يوم الارض، يوم التشبث بتراب الارض وحجارتها وزيتونها وقدسها الشريف ومسجدها الاقصى وكنيسة قيامتها".
حضر الافتتاح النائب اللبناني اسماعيل سكرية, رئيس ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي, ممثل السفير الايراني الشيخ علي آياتي, ممثلو الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
وتغيب المفكر عزمي بشارة عن المشاركة لاسباب طارئة.
وسبق افتتاح المعرض، لقاء مع الممثل السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان شفيق الحوت, فقدمت له منسقة المعرض الزميلة منى سكرية التي اعتبرت ان "احياء هاتين المناسبتين تأكيد لحق الشعب الفلسطيني في ملكيته للأرض وما فوق ترابها وما تحته الى سماء بلا حدود".
وقالت: "أردنا في جمعية نساء من أجل القدس وجمعية القدس الثقافية أن نشارك واهلنا في مخيمات اللجوء في لبنان في إحياء الذكرى، فكانت فكرة المعرض لبنانية, أما المحتويات والمضمون فهي فلسطينية الجهد. وإذا كنا أطلقنا في الجمعية صفة معرض التراث الفلسطيني الاول في لبنان فليس لأننا الاوائل في هذا الأمر، معاذ الله, فالجمعيات المشاركة لم تتوانَ عن إقامة النشاطات السنوية, فهم أقاموا 13 معرضا, لكن جديدنا هو هذا التعاون اللبناني الفلسطيني وهو ليس منة من أحد, إنه الحد الأدنى من الواجب الوطني والقومي والاسلامي والمسيحي والأخلاقي والإنساني، إنه لفلسطين الشعب والقضية, انه لأجلها طالما هي قضية العرب المركزية".
وختمت:" في ذكرى يوم الارض والستين لنكبتها، أردنا توجيه تحية من خلال هذا المعرض الذي لا نشك انه سينال إعجابكم وجهادكم بالمال، سترون فيه تاريخ هذه الإبرة وهذا الخيط اللذين نسجا التراث الفلسطيني أثوابا على مقاس كامل تراب فلسطين، ونحتا ورسما أنواعا من المأكولات, هذا التراث الذي ابتدعه الكنعانيون سكان أرض فلسطين بآلاف من السنين من قبل الميلاد, وأمسكت بطرفه نساء فلسطين، تأكيداً للهوية وحقاً للعودة ورمزاً لثقافة لم تستطع محوها محاولات العدو الاسرائيلي, تارة بالمصادرة وطورا بالتقييد".
الحوت
|
ثم تحدث الحوت فرأى "اننا نعيش في أيام تجري فيها محاولات غريبة لتغييب الذاكرة والتقليل من قيمة المبادئ والثوابت التي اعتدنا على تردداها في مثل هذه المناسبات"، معبرا عن مشاعره لمناسبة ذكرى النكبة وقال: "في مقابلة صحافية ذكرت أنني أجد نفسي أمام جوادين ممكنين: الأول وهو سهل انني محبط وحزين وشبه يائس والأوضاع العربية متردية والصف الفلسطيني منقسم، وان العدو يتدرب ويحشد، بينما نحن نحشد لبعضنا البعض، بعد 60 عاما من الممكن أن ينقل إنسان منا مثل هذه المشاعر، ثم سارعت وقلت في مقابلتي الصحافية، أشعر اليوم أنني في عشية عام التقسيم عام 1947، أعيش وكأن الحرب أو الصراع قد بدأ اليوم بيننا وبين إسرائيل"، مضيفا: "هل تسمعون مخاوفهم في إسرائيل ورعبهم من صواريخ المقاومة اللبنانية؟، ألا تسمعون وهم يبحثون عن كمامات وملاجىء في أرضنا المحتلة؟ إذا الصراع ما زال في أوجه، وما أشبه اليوم عما كان عليه قبل 60 عاما".
وتابع: "هكذا يجب أن يشعر المناضل المقاوم، فاذا لم يكن من الموت بد فلنمت واقفين لا ساجدين لغير الله. إننا كأي شعب آخر عندما يقتلع من أرضه يصبح جمع التراث هو الوعاء البديل للوطن المستلب".
وتحدث الحوت عن عدد من النقاط "من وحي حاضرنا"، مشيرا إلى أنه "بات من المؤكد أن البحث في قضية فلسطين يستحيل أن يكون هادفا وله معنى بمعزل عن فهم ما يجري في الوطن العربي".
وقال: "العلاقة بين الوطن العربي وفلسطين القضية هي علاقة حية، متفاعلة ومستمرة، فما يجري في لبنان والعراق وفلسطين وفي كل بقعة من الوطن العربي والاسلامي يتأثر ويؤثر في قضية فلسطين".
أضاف: "أقولها لكي يدرك الفلسطيني الذي يتوهم انه باستطاعته وحده أن يحرر فلسطين، وأقولها لذلك الحاكم العربي الذي يظن أنه إذا غسل يديه من قضية فلسطين يستطيع أن يعيش بأمن واستقرار, فلا استقرار في العالم العربي إذا لم يستقر شعب فلسطين, وإن لم نسترد ارض فلسطين".
كما أكد أن" قضيتنا فلسطينية، عربية ودولية, أبعادها الثلاثة متشابكة ومتفاعلة ويؤثر العنصر فيها بالآخر وباستمرار", وقال: "هذا ما أعاق حل القضية الفلسطينية إلى يومنا هذا, لقد انقضى القرن العشرون ولم يعد هناك مستعمرات في العالم باستثناء قضية فلسطين، التي ما زالت معلقة حتى يومنا هذا، بسبب التحالف المستمر بين الحركة الصهيونية ودولة من القوى العظمى، وفق المصلحة ووفق الحركة التاريخية".
وأسف الحوت "لأننا لم نتمكن حتى اليوم من إيجاد الإطار الجبهوي القادر على قيادة حركتنا الوطنية والوصول الى مشارف النصر", وقال: "صحيح أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت ومن المفروض أنها ما زالت أن تكون جبهة وطنية ولكنها هي أبعد حتى عن أن تكون كونفدرالية, أي بقيت عبر 40 عاما ملتقى لفصائل ثورية مختلفة في توجهاتها وادائها وايديولوجياتها".
ورأى الحوت أن "منظمة التحرير الفلسطينية لكي تكون مرجعاً يجب أن تعكس وتمثل بقدر المستطاع الشعب الفلسطيني بأجمعه وهذا ما تفتقر إليه". وقال: "نملك اليافطة إلا أن المحتوى في حاجة إلى ترميم وإعادة بناء من جديد".
وشدد على أن "إسرائيل لن تعطينا شيئا ونحن مختلفون, بل تعطي من يخيفها ويرعبها".
وأكد ان ما يبدو تناقضاً بين الأخوة يمكن أن يحوّل بإرادة ذكية وطنية خالصة إلى عملية تكامل", داعياً "الفصائل وكل القوى في فلسطين إلى ضرورة التحرك السريع لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية".
المعرض
ثم تم افتتاح معرض التراث، الذي تضمن مجموعة من الفنون الشعبية التقليدية والأدبية وأزياء فلسطينية قديمة ومطرزات يدوية فلسطينية، تمثل غالبية القرى والمدن, غلب عليها لون تراب الارض والزيتون ورسومات تدل على البيئة الفلسطينية.
كما تضمن المعرض حفراً على الخشب, خزفيات, لوحات, صور, حلوى وكتباً خاصة بفلسطين والمقاومة والقدس.
التاريخ: 5/4/2008